الثلاثاء، 7 أبريل 2015

إن أمين المكتبة هو بالفعل أمين على الكتب وجميع مصادر المكتبة حيث أن مصادر المكتبة هى عبارة عن كنز أو ثروة لا تقدر بثمن يجب حمياتها والمحافظة عليها ولأن أمين المكتبة يعرف قيمتها لذلك فهو أمين عليها؛ هذه الأمانة لا تقتصر على حُسن حمايتها من التلف والسرقة،وإنما تشمل حُسن تيسير الإفادة منها .
إن الأمم تُقدَّربمدى ثقافتها واستخدامها لمعلوماتها فالثقافة هى عصب الأمة فاذا سقطت الثقافة والحضارة سقطت الأمة مثلما حدث فى بغداد عندما أحرق المغول تراث العراق وحضارتها فسقطت بغداد !!!

وأخيراً :
أرى أن أمين المكتبة مثل رجل الشرطة الذى يحافظ على أرواح الناس ويقوم بحمايتهم كما يقوم أمين المكتبة بالحفاظ على سلامة وأمن المخطوطات والكتب وغيرها من أنواع مصادر المعلومات ،ويهتم بها ويقدِّرها.
ومثل الفارس الذي يروِّض الخيل ويدربه ويحدث التفاعل بينهما ، كما يجيد أمين المكتبة الإفادة من مصادر المعلومات والإفادة بها ؛وبالتالى يحدث التفاعل بين أمين المكتبة ومصادر المعلومات ، ثم بين مصادر المعلومات والمستفيدين... وبهذا الاندماج والتفاعل يحدث الرقى والتقدم فى المجتمع ؛ لذلك فأمين المكتبة هو روح المكتبة بل العمود الفقرى لها حيث أنه يعطى لها معنى وبدونه تفشل في تحقيق أهدافها.
وهو أيضاً كالمهندس الذي يشيد البنايات على أسس علمية سليمة ، كذلك يقوم أمين المكتبة ببناء وتنمية مقتنيات المكتبة وفقاً لسياسة تخضع للمواصفات القياسية العالمية ، ووفقاً لاحتياجات المستفيدين من مكتبته .
وكالمعلم الذي ييسر تدفق المعلومات ووصولها لمن يريدها وفقاً للعمر والمستوى العلمي ، كما يساعد الناس على التفكير العلمي الإبداعي ، فضلاً عن تعليمهم مهارات تساعدهم على تعليم أنفسهم بأنفسهم مدى الحياة !
وكالطبيب الذي يصف العلاج لكل مريض على حده وفقاً لظروفه، كما يصف أمين المكتبة مصدر المعلومات المناسب لكل مستفيد وفقا ًلظروفه واحتياجاته لحل مشكلةٍ ما سواء اجتماعية أو ثقافية أو عليمة أو اقتصادية أو سياسية أو غير ذلك ! فضلاً عن أنه يعالج مشكلات نفسية واجتماعية وتربوية وغيرها من خلال العلاج بالقراءة لشتى الأعمار والفئات !!
والأجمل من ذلك أن كل المهن السابقة المذكورة ، وغيرها من المهن لا تكاد تستغنى عن أمين المكتبة لأنه يمد أصحاب هذه المهن باحتياجاتهم ويدعِّم تطورهم ،مما يساعد على ازدهارهذه المهن !

وإذا كان بعض أمناء المكتبات يتصرفون بشكل مختلف عما ذكرتُ في السطور السابقة، فجدير بالذكر أن المشكلة لا تكمن في المهنة ،وإنما فيمن لا يجيد أداء هذه المهنة !
اعداد نهلة خلف ابو المجد عيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق